كان علي أن أتردد قليلا حى أتبع نداءات القصيدة، وهي في أجنة
وعي، وبواكير لغتي، وطفولة رؤيتي. واحتمالاتها المتجسدة فى نهودم
إحساسي وتفاصيل أيامه.. إحساسي بها، قبل مفارقتها إلى سواحلها
التي تنتهي عنده موجاتها. فلا بظل لنا سوى قراءتها: بما تضم من
فضاء شعري تخبو فيه نجومها أحيانا، أو تتكاثف فوفها ،
الشعر، فتحجبها، أو يغرقها فائض من مطرها، وما يختبئ في أعماقها
من رؤى، وما بطفو فوفها من زيد أحيانا.
ذلك التردد لم يكن مجديا إزاء إصرار الأستاذة الدكتورة رائدة العامري،
وهي تحثني على آن أتيح للقراءة ولأغراض الدراسة الجامعية مع
طلبتها، كل ما أصدرت شعريا، في أزمان وأمكنة بعيدة ومتباعدة، بل
تولت متابعة نشره وأشرفت علبه، وريما استفصت فيه بعض
اهتمامات جيلي، وتنويعات موضوعاته، ونوعا من أسلوب كتابته.
فلها أزجي شكري وامتناني الكثيرين.