الإنسان بين الجوهر والمظهر من كتب طب
نمطين للحياة يمكن أن ينقسم إليها الناس وبالطبع يمكن أن يكون لدى الشخص الواحد النمطين معا فى مجالات مختلفة من حياته
نمط التملك هو النمط الإستهلاكى حتى لو كان فى الثقافة أو الدين أو التعاملات : الرغبة فى الإستحواذ على الأشياء وتملكها أو الرغبة فى الإكتناز والسيطرة على الناس أو حتى المعلومات والمعرفة. أيضا التدين الشكلى الظاهرى
فى مقابل هذا نمط الوجود الذى فيه يهتم الإنسان بنوعية علاقاته مع الناس والأشياء ويطور نفسه وينمو نفسيا وروحيا وأخلاقيا من خلال هذه العلاقات
فهل نهتم أن نتملك الناس والأشياء والأفكار والكتب والمعرفة أم أننا نهتم بوجودنا وتطوير أنفسنا من خلال معرفتنا الحقة بأنفسنا و بالناس كما هم وبالأشياء من حولنا بدون محاولة منا لإمتلاكها أو السيطرة عليها
من ثالوث الانتاج غير المحدود و الحرية المطلقة و السعادة غير المحدودة تشكلت نواة دين جديد اسمه التقدم
-------------
ان اشباع كل ما يعن للناس من رغبات , بغير قيود , لا يوصل للحياة الطيبة و ليس هو السبيل الى السعادة ولا حتى المتعة القصوى
-----------
ان حلمنا بأن نكون السادة الاحرار لحياتنا قد انتهى , و ذلك عندما بدأنا نتنبه الى اننا جميعا قد اصبحنا مجرد تروس في الآلة البيروقراطية و ان الصناعة و الحكومة و اجهزتهما الاعلامية هي التي تشكل مشاعرنا و افكارنا و اذواقتنا و تتلاعب بها كما تريد
-----------
التقدم الصناعي ظل مقتصرا على الامم الغنية و ان الهوة التي تفصل الامم الغنية عن الامم الفقيرة تزداد اتساعا كل يوم
----------
ان التقدم التكنولوجي قد خلص مخاطر ايكولوجية تهدد البيئة الطبيعية و مخاطر الحرب النووية وهذه او تلك او كلتاهما معا يمكن ان تكون السبب في انهاء كل اشكال الحضارة و ربما كل اشكال الحياة على ظهر هذا الكوكب
-----------
لقد اصبح الانسان كائنا اعلى ( سوبر مان ) و لكن هذا الانسان الاعلى الذي يمتلك قوة تفوق قوة الانسان , لم يرتفع الى مستوى عقلاني اعلى , بل انه ليزداد فقراً بقدر ما يزداد قوة , واحرى بضميرنا ان ينتابه القلق و نحن نشهد انفسنا نزداد تجردا من انسانيتنا كلما ازددنا اقترابا من حالة ( السوبر مان ) الانسان الاعلى !
-----------
تشكل فكرة المتعة غير المحدودة تناقضا صارخا مع اعتبار العمل المنضبط المثل الاعلى للمجتمع , و يناظر هذا التناقض تناقض صار بين القبول بتسلط اخلاقيات العمل و مثله , و التطلع للكسل التام خلال ما بقي من اليوم بعد ساعات العمل واثناء العطلات , ان ما يجعل الجمع بين هذه المتناقضات ممكنا هو وجود خط الانتاج اللانهائي والروتين البيروقراطي من جانب و التلفاز والسيارة و الجنس من جانب آخر
----------
تثبت المعلومات التي تقع تحت ملاحظتنا بوضوح تام , ان طريقتنا في الجري وراء السعادة لا تثمر حياة طيبة , فنحن مجتمع من الناس التعساء على محو مزر , نعاني من الوحدة والقلق والاكتئاب والاتكالية والنزوع التدميري , و يشعر الناس فيه بالسرور حين يبددون الوقت الذي يبذلون جهودا مضنية لتوفيره
-----------
الانسان اليوم اناني , و هذه صفة ليست متعلقة بالسلوك فحسب و انما تتعلق كذلك بالشخصية , فهي تعني انني اريد كل شيء لنفسي و انني اجد المتعة في الاقتناء و ليس في المشاركة , كما تعني انني يجب ان اكون جشعاً , لانه اذا كان هدفي هو التملك فإنني اكون اكبر بقدر ما تزيد ملكيتي و يجب ان اشعر بأنني خصم للآخرين جميعاً , لزبائني الذين اريد ان اخدعهم , ولمنافسي الذين اريد ان اقضي عليهم , ولعمالي الذي اريد ان استغلهم , وانني لا يمكن ان اشبع لانه لا حد لرغباتي , وانني لا بد من ان احسد من يملك اكثر مما املك و اخاف ممن يملك اقل , و لكن علي ان اكبت كل هذه المشاهر لكي اقدم نفسي للآخرين كما لنفسي كشخص مبتسم ودود , مخلص و عقلاني كما يتظاهر الجميع من حولي
---------
ان نظامنا الاجتماعي الراهن يجعل منا كائنات مريضة , و اننا مندفعون نحو كارثة اقتصادية ما لم نغير نظامنا الاجتماعي تغييرا جذريا
---------
الانسان العصري اصبح عاجزا عن تفهم روح مجتمع لا يتمحور حول الملكية و الجشع
----------
في اسلوب الحياة التملكي تكون علاقتي بالعالم علاقة ملكية و حيازة , علاقة اريد بها ان يكون كل شخص و كل شيء ملكا لي بما في ذلك ذاتي نفسها
----------
ان هوية المستهلك المعاصر تتلخص في الصيغة التالية : انا موجود بقدر ما املك و ما استهلك
----------
في حياة التملك ينصت الطلاب للمحاضرة و يسمعون الكلمات و يفهمون معناها و بناءها المنطقي و يمكن في احسن الاحوال ان يسجلوها حرفيا في مذكراتهم , كل هذا من اجل ان يحفظوا ما يكتبون في ذاكرتهم ويجتازوا الامتحان بنجاح , ولكن المحتوى لا يصبح جزءا لا يتجزأ من نظامهم الفكري الفردي , يغنيه و يوسع افاقة , انهم , عوضا من ذلك , يحولون الكلمات التي يسمعونها الى تجمعات فكرية ثابتة او نظريات بحالها يختزنونها كما هي , ويظل الطالب و محتوى المحاضرات غريبا كل منهما عن الاخر , و كل ما في الامر ان يصبح كل طالب مالكا لمجموعة من العبارات والصيغ التي توصل اليها شخص آخر اما بابتكارها او بنقلها عن مصادر اخرى
---------
في حياة الكينونة الطلاب يحضرون المحاضرة الاولى و عقولهم صفحة بيضاء , وقد اعملوا فكرهم في المشكلات التي ستعالجها المحاضرات قبل ان يحضروها , و في ذهنهم بشأنها اسئلة يطرحونها وقضايا يثيرونها , فالموضوع يشغل بالهم و يثير اهتمامهم , وبدلا من ان يكونوا مستقبلين سلبيين للكلمات والافكار فإنهم ينصتون و يستمعون و اهم من ذلك فهم يستقبلون ويتجاوبون بطريقة ايجابية نشيطة و مثمرة , فما يستمعون اليه ينشط فيهم العملية الفكرية و يثير في اذهانهم اسئلة وافكارا وافاقا جديدة
----------
ان الاشخاص الذين لا يميلون الى مجرد اختزان المعلومات يدركون انه لكي تنشط ذاكرتهم لا بد من وجود ما يثير اهتمامهم بقوة في اللحظة المطلوبة
---------
في هذه الايام عندما نجد شخصين كل منهما يملك رأي مختلف , نجد ان كلا منهما لا يهتم الا بايجاد مزيد من الحجج المنطقية للدفاع عن رأيه , و لا يتوقع اي منهما ان يغير رأيه او يغير رأي خصمنه , كل منهما يخاف تغيير رأيه , والسبب في ذلك على وجه التحديد انه يعتبر رأيه جزءا من ممتلكاته و من ثم فان التخلي عنه يعني افتقاره
----------
القراءة هي حوار بين المؤلف والقارىء او يجب ان تكون كذلك , و من المفروض ان الكاتب مهم كما ان المخاطب مهم في الحوار الشخصي , فقراءة رواية رخيصة لا فن فيها لا تعدو ان تكون نوعا من احلام اليقظة , ولا تتيح اي تجاوب مثمر , فالقارىء يبتلع الصفحات كما يبتلع مناظر عرض تلفازي . او شرائح البطاطس التي يأكلها اثناء مشاهدة التلفاز , ولكن قراءة رواية من تأليف بلزاك مثلا يمكن ان تقرأ بمشاركة داخلية مثمرة , اي وفقا لاسلوب الكينونة و مع ذلك فإنها - على الارجح - غالبا ما تقرأ وفقا لاسلوب الاستهلاك و التملك , فما ان يستثار فضول القراء حتى يريدوا معرفة عقدة الرواية : هل يظل البطل على قيد الحياة ام يموت ؟ هل تقع البطلة في غرامه ام تقاوم ؟ هم يريدون معرفة الاجابات , و الرواية بالنسبة لهم ليس الا مدخلا للاثارة , و تجربة القراءة على هذا النحو تصل الى الذروة السعيدة او غير السعيدة , وعندما يعرفون الخاتمة فانهم يكونون قد ملكوا القصة و يكون ذلك حقيقيا كما لو كانوا قد اكتشفوا شيئاً في التنقيب في ذاكرتهم , و لكنهم لم يضيفوا شيئاً إلى معرفتهم , فلا هم فهموا شخصيات الرواية و نفذوا ببصيرتهم في اعماق الطبيعة البشرية ولا هم عرفوا شيئاً جديداً عن انفسهم !
----------
لو كان الاباء والامهات على درجة كافية من النضج و استقلال الشخصية لما نشأ التعارض بين اسلوب التعليم التسلطي والاسلوب الحر المتسامح , واذ يحتاج الاطفال لهذا النوع من السلطة , نوع الكينونة , فإنهم يتجاوبون معه بمحبة و شغف شديدين , وفي المقابل يتمرد الطفل على اولئك الذين يمارسون عليه اشكالا من الضغط والقهر و الاهمال , اولئك الذين يدل سلوكهم على انهم عاجزون عن ان يكونوا في المستوى الذي يتطلبونه من الطفل الناشىء
----------
هناك ما يعرف اليوم بظاهرة اغتراب السلطة , الظاهرة التي تنتقل فيها الكفاءة الاصلية او الحقيقية الى اللقب او البدلة الرسمية , اي حين يلبس الشخص في موقع السلطة البدلة الرسمية او يحمل اللقب فان الرموز الخارجية للاهلية تحل محل الاهلية الحقيقة و مقوماتها
-----------
ان مفهوم الايمان , الايمان الديني او السياسي او الشخصي يمكن ان يكون ذا محتويين مختلفين اختلافا تاما , في كل من اسلوبي التملك و الكينونة . الايمان , في اطار التملك , هو يشتمل على صياغات توصل اليها اخرون , يقبلها الشخص بحكم خضوعه لهم و هؤلاء يشكلون عادة بيروقراطية من نوع ما , هذا الايمان يخلق احساسا باليقين بفعل القوة الحقيقية و قد تكون قوة متصورة فحسب لتلك البيروقراطية , و هو جواز الانضمام لجماعة كبيرة من البشر , و هو يريح الشخص من اشق مهمة - مهمة التفكير واتخاذ القرار , و به يصبح الشخص واحدا من المالكين السعداء للعقيدة الصحيحة , الايمان في اسلوب التملك يمنح اليقين و يدعي الوصول الى المعرفة النهائية الراسخة , المعرفة المسلم بصحتها لان قوة من يدعو اليها و يصونها قوة قادرة لا تتزعزع , و ما ايسر ان يختار الانسان اليقين اذا كان المطلوب منه هو ان يتنازل عن استقلاليته
-----------
ان الايمان في نمط التملك ليس الا عكازة يتوكأ عليها من ينشد اليقين , من يريد ان يعرف للحياة معنى و لكن دون ان تكون لديه الجرأة على البحث بنفسه
------------
ان الزواج القائم على الحب هو الاستثناء , ان التكافؤ الاجتماعي والعادات السائدة والمصالح الاقتصادية المشتركة والاهتمام بالاطفال و التكافل بين الازواج او المخاوف و الاحقاد المشتركة تمارس كلها في الوهي كما لو كانت في مجموعها هي الحب و لكنها ليست كذلك مطلقاً , إلى ان تأتي لحظة يتحقق فيها احد الزوجين او كلاهما من ان ايا منهما لا يحب الاخر و لم يحبه ابدا في يوم من الايام !
-----------
في الفترة التي يخطب المحب فيها ود صاحبه و يقترب منه يكون كل منهما لا يزال غير متأكد من مشاعر الآخر , و يحاول كسبه , ولذا فإن كلا منهما يكون فيه حيوية و جاذبية و مثيراً للاهتمام , بل يكون جميلا فالحيوية دائما تكسب الوجوه جمالا , في هذه المرحلة لا يكون احد المحبين قد ملك الاخر بعد , و من ثم تكون الطاقة موجهة للكينونة , اي العطاء و تنشيط المشاعر , ولكن مع الزواج , غالبا ما تتغير الامور تغيراً تاماً , لم تعد مشكلة كسب كل منهما للآخر , فقد اصبح كل منهما مالكاً لحب الآخر , اصبح الحب ملكية مضمونة و يكف كل طرف عن بذل اي جهد لان يكون محبوباً , لان يعطي حباً , ومن ثم يصبح الزوجان غير قادرين الا على اثارة الملل , ويفارقهما ما كان فيهما من جمال و تتملكهما الحيرة و خيبة الامل !
----------
الخطأ الذي يؤدي الى ضياع الحب بعد الزواج هو تصور امكان تملكه , عوضا من ان يحب كل منهما الاخر , فانهما - الزوجان - يشرعان معا في ملكة ما يستطيعان ملكيته : المال و المكانة الاجتماعية و المنزل و الاطفال و هكذا في بعض الاحوال التي يقوم فيها الزواج على الحب نراع يتحول الى نوع من الملكية الودية المشتركة , الى شركة تودع فيها كل ذات نفسها للاستثمار في ذات اخرى هي الاسرة !
----------
في المجتمعات الابوية يمكن لاتعس الرجال في افقر الطبقات ان يكون ذا ملكية , وذلك في علاقته بزوجته و اطفاله و حيواناته , حيث يمكن ان يشعر بأنه السيد بلا منازع . و هكذا , في المجتمع الابوي وبالنسبة للرجل على الاقل يكون انجاب الاطفال هو الوسيلة الوحيدة لامتلاك كائنات بشرية دون حاجة الى العمل والكدح اللازمين لامتلاك الاشياء و دون حاجة لاستثمار الا اقل القليل من رأس المال , و اذا اخذنا بعين الاعتبار ان عبء الولادة و الحمل يقع بكامله على كاهل النساء يصبح لا مجال لانكار ان انتاج الاطفال في المجتمعات الابوية ليس الا عملية استغلال فظ للنساء , ولكن للنساء بدورهن شكلهن الخاص من الملكية وذلك هو ملكية الاطفال الصغار , و هكذا تتكون الدائرة الخبيثة المغلقة التي لا تنتهي , الرجل يستغل امرأته , وهي تستغل الاطفال الصغار و الذكور البالغون سرعان ما ينضمون للرجال في استغلال النساء و هكذا
----------
في القرن التاسع عشر كان كل شيء يقتنى يصبح موضع رعاية ويعتنى به و يستخدم إلى آخر حدود الاستخدام , كانت الاشياء تشترى ليحافظ عليها , اذ كان الشعار حينها ( ما أجمل القديم ) اما اليوم فاننا نشهد تأكيدا على الاستهلاك , لا على الحفظ , اصبحت الاشياء تشترى لكي ترمى , فايا كان الشيء الذي يشترى سيارة او ملابس او آلة من اي نوع , فان الشخص سرعان ما يمل منه , ويصبح تواقا للتخلص من القديم و شراء آخر موديل فشعار اليوم ( ما أجمل الجديد )
----------
من بين جيل الشباب كثيرون لا ينتمون الى ايديولوجية او عقيدة معينة و يتولون انهم لا يزالون يبحثون و يمكن الا يكونوا قد وجدوا انفسهم بعد , او الا يكونوا قد عثروا على هدف يرشدهم الى ممارسة الحياة و لكنهم يبحثون من اجل ان يكونوا انفسهم بدلا من الانشغال بالتملك و الاستهلاك
----------
في ايامنا هذه نشهد ظاهرة بين ابناء وبنات الفئات الميسورة في الولايات المتحدة و المانيا الذي يشعرون بان الحياة في محيطهم المنزلي المرفه مملة وخالية من المعنى , و يرون ايضا ان عدم اكتراث العالم و قسوته تجاه الفقراء , مع الاندفاع نحو حرب نووية ارضاء لشهوات انانية و فردية للتسلط - امور لا تحتمل , وهكذا يخرجون على بيئتهم و يبتعدون عن محيطهم العائلي باحثين عن اسلوب حياة جديد , و لكن شيئا ما لا يخفف سخطهم لان كل محاولة بناءة و مخلصة تغلق في وجهها السبل , و كثير منهم كان في الاصل من اكثر ابناء الجيل الناشىء مثالية و حساسية , و لكن بسبب انغلاق الفرص امامهم و مع عدم وجود خبرة كافية و لا حكمة سياسية ولا تقاليد ولا نضوج , فإنهم سرعان ما يصلون الى اليأس و التهور و تعميهم نرجسيتهم فيبالغون في تقدير قدراتهم و يندفعون الى محاولة تحقيق المستحيل باستخدام العنف , و نراهم يكونون ما يسمونه جماعات ثورية , حيث يتخيلون انهم يستطيعون انقاذ العالم بارتكاب بعض من اعمال الارهاب و التدمير , غير مبصرين انهم بذلك يساهمون في تغذية الاتجاه العام للعنف و الهمجية , لقد فقدوا القدرة على الحب و استعاضوا عنه بالرغبة في التضحية بحياتهم , فغالبا ما تكون التضحية بالذات هي الحل بالنسبة للاشخاص الذين يتوقون للحب و لكن فقدوا القدرة عليه و اصبحوا يرون في التضحية بحياتهم ممارسة للحب في اعلى درجاته
----------
من الامور المستحبة و المغرية فعلا الى درجة تصعب مقاومتها , ان يظل الانسان حيث هو لا يتقدم وان يحجم و بتعبير آخر ان يركن الى ما يملك , لماذا ؟ لاننا نعرف ما نملك و نستطيع ان نتعلق به و نشعر في ذلك بالامن والامان , فنحن نخاف المجهول , بل نخاف ما لسنا متاكدين تماما منه , و من ثم نحجم عن ان نخطو اي خطوة في اي اتجاه , صحيح ان مثل هذه الخطوة , اذا قدر لنا ان نخطوها , تبدو غير خطيرة بعد حدوثها , ولكنها تبدو خطيرة جدا قبل الاقدام عليها , و من هنا كان الخوف منها , لا أمن ولا أمان الا في الاشياء القديمة المجربة , او هكذا تبدو ظواهر الامور , فكل خطوة جديدة تحمل مخاطر الفشل , و هذا من بين الاسباب التي تجعل الناس يخافون كل هذا الخوف من الحرية
----------
الابطال هم اولئك الذين كانت لديهم الشجاعة لترك ما يملكون - الارض و الاسرة والمقتنيات - و الخروج , لا بغير خوف , ولكن بغير استسلام لمخاوفهم
----------
إن كنت مؤمنا بأني انا من اكون ولست ما أملك فلا يوجد من يستطيع ان يسلبني امني او ينال من احساسي بتكامل شخصيتي و تماسكها , ذلك ان مركزي موجود في داخل نفسي و قدرتي على الوجود و على التعبير عن جهور طاقاتي هما جزء لا يتجزأ من بناء شخصيتي , ولا تتوقف على احد او شيء سواي !
------------
بينما التملك يتناقص بالاستخدام تتعاظم الكينونة بالممارسة , فالعقل و الحب والخلق الفني والثقافي و كل القدرات الجوهرية , تنمو و تتعاظم باطراد بمزيد من التعبير عنها , و ما يوهب منها لا يضيع , بينما ما يحبس هو الضائع .
------------
ان كنت من اهل الكينونة فان الخطر الوحيد على امني و اماني لا يأتي الا من داخلي , من نقص يصيب ايماني بالحياة و بطاقتي المنتجة , و مما قد يصيبني من كسل داخلي و من تطلع الآخرين حولي كي يحملوا عني شؤون حياتي
-----------
الاشخاص الذين يستبد بهم حافز الامتلاك يريدون ان يملكوا الاشخاص الذين يحبونهم و و يمكن ان نلاحظ ذلك في العلاقات بين الاباء و الامهات و اطفالهم , و بين المدرسين و تلاميذهم , وبين الاصدقاء حيث لا يكتفي كل طرف بالاستمتاع البسيط بالطرف الآخر , و انما يرغب في امتلاكه لنفسه , و من ثم تكون الغيرة ممن يريد ان ينازعه الملكية , كل طرف يتشبث بمن يحب كما يتشبث بحار يغرق بلوح خشب ليحفظ بقاءه , و عموما فان العلاقات التي يسودها نمط التملك تكون ثقيلة مرهقة , و مشحونة بالغيرة و الصراعات
-----------
كل جشع هو جشع روحي , حتى لو كان المصاب به يسعى الى اشباعه عن طريق البدن , فهذا ليس له حد الاكتفاء لان اي محاولة مادية لاشباعه لا تستطيع ان تملأ الفراغ الداخلي في النفس البشرية ولا ان تخفف احاسيس الملل و الوحدة والاكتئاب التي هي اصل الداء
-----------
ان الفرحة شعور مصاحب للنشاط الانساني المثمر , فهي ليست تجربة لحظة من لحظات الذروة , تندفع صاعدة لتهبط فجأة , ولكنها أقرب إلى حالة وجود متصل على ربوة رحبة .. حالة شعورية تصاحب التعبير المثمر عن جوهر القدرات الانسانية للإنسان , إن الفرحة ليست شرارة نشوة تشتعل في لحظة , و انما هي وهج مصاحب لكينونة الانسان
-----------
لا تفضي اللذة والاثارة , بعد الوصول الى ما يسمى الذروة , إلا إلى الحزن , لقد حدثت الاثارة و لكن القلب لم يكبر ولا الطاقات الداخلية تعاظمت , لقد بذل الشخص محاولة للفكاك من اسر الملل الناتج عن النشاط غير المثمر و استقطب في لحظة كل طاقاته باستثناء العقل و الحب !
-----------
ان الحاجة الدينية ممغروسة في الشروط الاساسية لوجود النوع الانساني
-----------
لم تعد الكفاءة و التأهيل لأداء عمل ما يكفيان , وانما يجب ان ينجح في المباراة مع آخرين لاحراز النجاح , لو ان كسب العيش لا يتطلب الا الاعتماد على معلومات الانسان و خبرته و كفاءته لكان تقدير الانسان لذاته متناسبا تناسبا طرديا مع قدراته , اي مع قيمته الانتفاعية , ولكن , لما كان النجاح يتوقف الى حد كبير على كيفية بيع الانسان شخصيته فإن الانسان يمارس ذاته كسلعة , او بالاحرى كالبائع و السلة المعروضة للبيع معاً , و هكذا لا يصبح اهتمام الانسان يدور حول حياته و سعادته وانما يصبح كل همه ان يباع و يشترى
------------
بقدر ما تتضاءل كينونتك و تتضاءل قدرتك على التعبير عن حياتك تتزايد ملكيتك و تتضخم حياتك المستلبة , كل ما يأخذه الاقتصاد منك , من اسلوب حياتك و انسانيتك يرده اليك في شكل ثروة و نقود
-------------
المجتمع الصناعي لا يتميز فحسب بافتقاده الحرية , وانما يتميز ايضاً بالاجهاد , بالافراط في الجهد , واذ يقع الشخص البالغ تحت وطأة مزيد من الانشغال , فإنه يزداد استسلاما لمزيد من الحاجة الى الترفيه المصطنع , و تصبح السلبية المطلقة و نسيان الذات و الانصراف عنها و تصبح من حاجاته البدنية !
------------
اذا قبل الانسان الدنيا كما هي فمن المستحيل اعطاؤها معنى يجعل اهداف الانسان و غايته مقبولة عقلاً , الاسلوب الوحيد الذي يعطي للحياة معنى هو الفاعلية , فاعلية العطاء و رعاية رفاقنا في الخليفة
------------
لا احد آخر غير الانسان ذاته يستطيع ان يعطي الحياة معنى , و الشرط الواجب توفره لجعل الحياة مليئة نشيطة مكرسة للرعاية و المشاركة هو التجرد والاستقلالية الخالصة
------------
ان اي انسان لا يستطيع ان يكون رأيا عن اقتناع حقيقي الا اذا توفر شرطان , معلومات كافية , ومعرفة ان لرأيه قيمة و اثرا , ان الراي الذي يكونه متفرج لا حول له و لا قوة لا يعبر عن اقتناع حقيقي , ولا يعدو ان يكون مجرد لعبة لا تختلف كثيرا عن ابداء الراي في نوع السجاير التي يفضل تدخينها , ولهذا فان الاراء التي يدلي بها الناس عند سبر الراي العام او ف
ي الانتخابات ليست هي افضل الاراء و الاحكام التي يمكن ان يصل اليها الناس , و انما هي الاسوء !
الإنسان بين الجوهر والمظهر
نمط التملك هو النمط الإستهلاكى حتى لو كان فى الثقافة أو الدين أو التعاملات : الرغبة فى الإستحواذ على الأشياء وتملكها أو الرغبة فى الإكتناز والسيطرة على الناس أو حتى المعلومات والمعرفة. أيضا التدين الشكلى الظاهرى
فى مقابل هذا نمط الوجود الذى فيه يهتم الإنسان بنوعية علاقاته مع الناس والأشياء ويطور نفسه وينمو نفسيا وروحيا وأخلاقيا من خلال هذه العلاقات
فهل نهتم أن نتملك الناس والأشياء والأفكار والكتب والمعرفة أم أننا نهتم بوجودنا وتطوير أنفسنا من خلال معرفتنا الحقة بأنفسنا و بالناس كما هم وبالأشياء من حولنا بدون محاولة منا لإمتلاكها أو السيطرة عليها ؟
pdf To be or to have
to have or to be pdf
الانسان بين الجوهر والمظهر
to have worksheets
ملخص كتاب الانسان بين الجوهر والمظهر
جوهر الانسان اريك فروم -pdf
الفرق بين المظهر والجوهر
اريك فروم الانسان من اجل ذاته
كتب اريك فروم pdf
اريك فروم الخوف من الحرية pdf
موضوع عن اهمية مظهر الانسان وجوهره
اريك فروم فن الحب pdf
قراءة و تحميل كتاب ثلاث رسائل لأبي الوليد محمد بن رشد PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب مشكلات الحضارة بين ابن خلدون وابن نبي PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب هل انتهت أسطورة ابن خلدون - جدل ساخن بين الأكاديميين والمفكرين العرب PDF مجانا