نبذه عن الكتاب:
الكون كله يسبح لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}.
وقال تعالى: { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} .
فالله الخالق الحق هو المحبوب، والكون يسبح بحمده كل حين، والمؤمن من بني آدم حتى يكون منسجما مع الكون من حوله متصلا بربه يجب أن ينخرط في منظومة العبادة لله سبحانه وتعالى والتسبيح، وكذلك يجب أن يكون محبا ومحترما لبقية الكائنات التي تشترك معه في التوجه إلى الخالق بالمحبة والذكر، والمسلم بهذا التصور يحترم جميع المخلوقات أصغرها وأعظمها؛ لأنه يراعي فيها عظمة موجدها ومدبرها، وقدرة من تَعَبَّدَهَا بالتسبيح والسجود.
وأنبياء الله سبحانه وتعالى التي علمت منطق الطير والجماد كنبي الله داود عليه السلام، كانت تتشارك مع الجبال والطير سويا في معزوفة الذكر، فتمازجت أصواتهم وصعدت إلى السماء معلنة معنى الحب. قال تعالى: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} .
قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ }.
فنبي الله داود | جعله الله خليفة في الأرض وآتاه الحكم والعلم ورزقه الحكمة وأمره أن يحكم بالحق فَحَكَمَ، وكان جزاؤه أن سخر الله له الجماد والحيوان تسخيرا خاصا، فكان إذا سبح داود أجابته الجبال، وكان | إذا وجد فترة أمر الله تعالى الجبال فسبحت فيزداد نشاطا واشتياقا.
وقد خاطب الحق سبحانه وتعالى كثيرا من المخلوقات غير الإنسان:
فأوحى إلى النحل، قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا}.
وأمر الأرض والسماء وقال تعالى: { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي}.
وخيرهما فقال: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }.
وعرض الأمانة على السموات والأرض والجبال، وجعل لهم اختيارا، فأشفقن من تحملها واخترن الدخول في طاعة الله وعبادته جبرا، قال تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.
والآيات السابقة ترسخ في وجدان المسلم احترام الكائنات من حوله على المستوى المادي والوجداني، ومن هذا المنطلق يتصرف المسلم مع المخلوقات جميعا في الأرض والسماء باحترام ورحمة.
محاضرة دينية
محاضرة مكتوبة
محاضرة بالانجليزي
محاضرة جامعية
محاضرة عن الصلاة
محاضرات مهمة فى البحث
محاضرة فى الكلية
قراءة و تحميل كتاب المنهجية في دراسة فقه الأئمة الأربعة PDF مجانا