هذا هو الجزء الرابع والثلاثون من سلسلة "الدار الآخرة" للشيخ "ندا أبو أحمد" التي يواصل فيها التعريف بالدار الآخرة وما يحدث فيها من أحداث وأهوال، وحساب للخلق على حصاد أعمالهم، وفي هذه الرسالة يبين الكاتب ماهية الحياة الدنيا، وغائية التكليف والابتلاء للناس في هذه الدنيا بالعمل فيها، فمبدأ الثواب والعقاب من أجل وأعدل المبادئ الإلهية، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7،8].
يقول الكاتب:
"أحبتي في الله... كان الناس متساوون في الدنيا ظاهرياً، سواء المؤمن والكافر، والصالح والطالح؛ فهم يرزقون ويسيرون ويذهبون ويجيئون، والله عز وجل يعطي فيها المؤمن والكافر، والعاصي والمطيع؛ لأنه سبحانه يعطيها لمَن يحب ولمن لا يحب، لكن عندما ينزل بهم الموت لا يستوي المؤمن والكافر، ولا المحسن والمسىء، ففي هذه اللحظة، لحظه خروج الروح يظهر الفرقان، ويفترق الطريقان، ويمتاز الفريقان.
وصدق الله عز وجل حيث قال: ﴿ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾ [الجاثية: 21].
فتعال أنا وأنت لنرى حال مَن خالف مولاه واتبع هواه، وحال من اتبع مولاه وخالف هواه، وقبل الحديث عن هذين الصنفين نلاحظ في كثير من الآيات القرآنية أن رب البرية يقابل بين نعيم أهل الجَنَّة، وعذاب أهل النار، وهذا له وقع في القلب وتأثير على النفس.
قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ﴾ [محمد: 15].
وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [آل عمران: 106- 107].
وصدق الله حيث قال: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر:20].
وعلى نهج القرآن نسير، ففي هذه الرسالة أعقد مقارنة بين أهل السعادة الذين يريدون الآخرة، وأهل الشقاء الذين رضوا بالدنيا منذ اللحظة الأولى لخروج الروح، وانتهاءً بنزول كل منهما مثواه الأخير؛ لترى أخي الحبيب مدى النعيم المقيم الذي يتنعم فيه أهل السعادة، وترى كذلك مدى العذاب الأليم الذي يلقاه أهل الشقاء، ولتعقد مقارنة بينهما، وتختار أَيُّ الصِنْفَيْن تُحبُّ أنْ تَكُوْن؟!".
قراءة و تحميل كتاب شرح منظومة السير إلى الله والدار الآخرة PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب دركات النار من الكتاب وصحيح الأخبار PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب وصف جنات النعيم والطريق الموصل إليها PDF مجانا