النباتات الخضراء هي الحلقة الأساسية في دورة الكربون في الطبيعة,
فهي تمتلك منظومة إنزيمية لاختزال ثاني أكسيد الكربون إلى مواد عضوية.
والأنشطة البشرية المختلفة تعتمد على الكرب ون الذي ثبتته النباتات على مدار
ملايين السنين من عمر الأرض, وخير مثال على ذلك النفط, وهو القوة الدافعة
التي حركت ومازالت تحرك عجلة التقدم الحضاري الإنسانية.
والنباتات الزهرية الأرضية كائنات غير متحركة, بل هي مثبتة في التربة
بالجذور, ولهذا تمتلك قدرة على م واءمة التغييرات البيئية, بخلاف الحيوانات
التي تفضل التنقل من مكان لآخر بحث اً عن بيئة أفضل. فهي مرغمة على
التكيف مع التغيير في درجة الحرارة, وشدة الضوء, وطول النهار, وشدة الريح,
ونوع التربة ومحتواها المائي, ونسبة ملوحتها, ودرجة حموضتها, ونسب الأملاح
المعدنية بها, والكائنات الممرضة من فطريات وبكتيريا وفيروسات وكائنات
حيوانية ممرضة أو مغتذية, إلى غير ذلك مما لا نهاية له من العوامل التي لا
تكاد تثبت على حال.
ربما يفسر هذا كون النباتات كائنات رائدة في غزو البيئات التي تبدو
مستحيلة لبعض الكائنات الأخرى, كالصحاري والمستنقعات الملحية والمرتفعات. وعند استقرارها بتلك البيئات تتبعها الكائنات الأخرى معتمدة عليها كمصدر للغذاء والمأوى.
قراءة و تحميل كتاب مدخل الى التحاليل البيئية المختبرية للمياة ( الفيزيائية، الكيميائية، البكتريولوجية ) PDF مجانا